مقالات

أبو علي مصطفى و”الزاباتا” والتخاطر الثوري!

  كتب مروان عبد العال.

الشّهداء يطالبون بدمهم إذا ضاع، فالتّضحيّة لم تكن هدرًا، أو رمزًا مبهمًا. ذات حرب كتب يومياتها محمود درويش، عن شهيد مضى ليقول للوطن:” لن أغترب عنك ثانية، وبقيت ذاكرة الدّم حاضرة في الأغاني، والأناشيد، والبيانات، لكنها مفتوحة بدروسها على النسيان. فما أجملنا شهداء في جوقة الطّرب، والخطب، ولعلعة الشّاشات!، وما أقبحنا لاجئين! نلملم جراحنا على أبواب المنافي الباردة”.

         المدينة الحذرة من غضب الفقراء، وأنين ألم المخيمات، ومن يأس أبناء الرّيف، تصفهم بالمثل القائل: “حذاء كبير وعقل صغير”، حتّى إنَّه كان بعض المتهكمين يصف الفلّاح بالإنسان الّذي يأكل عشبًا، وبأنّه خَلَقَ تناقضًا بين حماقة الحقول وحذق الشّوارع، برغم أنَّ الأحمق أحمق حيثما ولد في الرّيف، أو في المدينة، أو في بادية في وطن، أو في مخيّم، أو في منفى.

          عند (أبي علي مصطفى) لا فرق بين خيمة أو أخرى، داخل الوطن أو خارجه، من مخيم البقعة إلى مخيّم شاتيلا، أو إلى مخيّم اليرموك، فالمرء عنده لا يصير ثوريًّا في يوم واحد. هنا، وهناك في المدينة، والجبل، والمخيم ظل القروي ابن الأرض، يتحسّس تربتها، وبراعمها، ونباتها، وناسها، مدركًا معنى أنْ ترى الإنسان نفسه لا صورته.

الفارق بين صلة الدّم وصلة الفكر، هو أنْ تظلّ صور الحقيقة العقلية التي تربط بين الكائنات الثّوريّة. قد تكون الوقائع مختلفة، لكن فيها عناصر التّخاطر، ومن دون الاستعانة بالحواس الخمس. ماذا لو مددنا وصلًا وهميًّا بين روح الثّورات المنغرسة بالأرض، وبلسان افتراضي لقادتها الشهداء. نستذكرهم في صرخات الحرب حين تحضر شتائم السّماسرة وإغراءات سارقي الأرض، وهجاء نشرات الأخبار، ونقمة الفلّاحين في لغة بذيئة واحدة، وصور منشورة في جرائد قديمة. قد لا تعكس بالضّرورة تنسيقًا عسكريًّا مبرمًا بين مقاتلين شرسين من أبناء الرّيف، لكنّها تجسّد اختلافًا جوهريًّا في الملامح، وتنوّعًا جديًّا في التّجارب، كما النّظرات، والعيون، وطريقة الجلوس، والأكل، وطريقة الكلام.

        سجال بين ضحيتين لقاتل متشابه في إتقان صناعة الموت، ومتسلسل في أداء فنّ القتل لكلّ أشكال الحياة، لم يترك حتّى الحصان طليقًا، إنْ كان يحمل فوق سرجه ثائرًا زاباتيًّا في غابات المكسيك، أو فدائيًّا فلسطينيًّا في أحراش يعبد. الاغتيال هو إلغاء للرّمز الذي سيبقى يعني قضية الإنسان نفسه طالما ظلَّ على قيد النّضال.

         بحضور زاباتا، يستعيد الشّهيد أبو علي مصطفى بعضًا من دهشته عندما عاد إلى وطنه بعد غياب، فقال: “في تجربتنا كان هناك صلة دائمة مع الوطن، ولا شكّ أنَّ رفاقنا كانوا دائمًا حريصين على أنْ ينقلوا لنا الصّورة بكلّ زواياها، لكن هناك فرقًا بين أنْ ترى صورة الإنسان، وأنْ ترى الإنسان نفسه”.

        الزّاباتا يصف ما حصل يومها في غابات الجنوب المكسيكي: (لم يعثر جنود الاستعمار على جثّة المغدور لعرضها أمام الجمهور لإثبات موته)، غير أنَّ الفلّاحين لم يقتنعوا بهذا كله، وقالوا:” إنّه لم يمت بل سيظلّ خالدًا، ويعود من أجلهم، وأيضًا إنّه عند وعد الحقّ بأنَّه معهم ليقاوم المحتلّ، ولن يساوم على قضيّته العادلة الّتي لن تموت أبدًا”.

     هنا يظهر حصان آخر يصهل على جبل شامخ مُطلِقًا هتاف الحرّيّة، كأنّه بموته يمسّد الطّريق إلى سرّ اللحظة الثورية في التخاطر الثوري – إنْ جاز القول- بين مقاتلين قرويين (أبو علي مصطفى) وإيميليانو زاباتا، في مقارنة متخيّلة بين التجارب، وأدوار تاريخيّة تتماهى في صور متشابهة عن بعد، لا تشترط الزّمان أو المكان القريب، فكل ما تحتاجه برنامج (بلوتوث) إنسانيًّا يرتبط بالحواس، ويشمل الأفكار، والأحاسيس، والمشاعر، وأحيانًا طاقة غريبة من التخيّلات. تتداخل الصور، وتمتزج الألوان، كأنَّها في تشكيل واحد يطغى على كامل المشهد.

      يُصغي أبو علي مصطفى جيّدًا إلى الزاباتا الذي يسترسل في شرح فكرته عن نظرية الانتفاضة، مدركًا أنَّ الانتفاضة آن أوانها، وهي لم تكن ممكنة لولا الأزمة السّياسية الحادّة. كلّ شيء وصل إلى بابٍ مغلق، عند كلّ مكوّنات الشّعب من مدن، وقرى، ومخيمات، وبوادٍ، احتلالًا وشتاتًا.

      سقطت معادلات الجغرافيا، وخطوط الطول والعرض، والحدود والمعازل. يتنفّس الشّهيد الصّعداء. كلّ هذا شيء، وفشل القيادة بقدرتها على إدارة المعركة شيء آخر، هبوط في مستوى إدارة الصراع، وانخفاض آلية السيطرة والتحكم والعجز من جهة ثانية، وبالمقابل ارتفاع مضطرد في منسوب الحرمان، وقساوة الظلم والإهانة من جهة أخرى.

      لم يتوقف الشهيد الفلسطيني عن محادثة رفيقه الزاباتيستي، وبلغة جازمة، وعن رغبة مشتهاة تتفاعل فيه، إنَّها الاندفاعة الثّورية، قوة الطاقة الشعبية التي تتقدم في الوقت الذي يتراجع فيه الجميع، وهتف الزاباتا بشكل الحاسم (تنطلق الانتفاضة نحو هدف الاستيلاء على السلطة)، استعادة الأرض المنهوبة، لكن الأجدى أنْ تقيم سلطة الشعب؛ لأنَّه الأجدر بها، والأقدر على حمايتها، والدفاع عنها. سيقول:” سارقو أراضي المزارعين”، الشخصية الأسطورية المكسيكية التي رفعت السّلاح في وجه الطغاة: أنَّ الانتفاضة قبل كل شيء هي دراما هائلة، يجازف فيها الشعب بكل شيء، ولم تقبل بأي مصالحة معهم.

        نبض الثّورة المكسيكيّة لبداية القرن العشرين، وهو السّياق الذي ترعرع وكبر فيه أحد أشرس ثوار الجنوب، إيميليانو زاباتا. القيادة هي مَنْ ينفخ روح الجرأة، والحماسة، والتفاؤل، والوطنية لدى الجماهير، وليس العكس. القيادة المحبطة تخنق جيشها، قالها قائد جيش التحرير الزباتيستي الخبير في ترويض الخيول والشهير بأناقته الكبيرة “الهندي” في ارتداء أزياء الفروسية (تشارو)، حيث كانت حياته صاخبة حينًا، ومفعمة بحيوية ذلك المكسيكي العاشق للحياة والمفعم أيضًا بالفروسية والسخاء.

      يعزف على الجيتار منشدًا زاباتا لم يمت… إنّه هو ذلك الشخص الذي تأتي به رياح قصب السّكر فتتغنى بقدومه… الفارس الغريب الّذي يطوف بحصانه في حقولنا، في كل صيف، من كل سنة… يرتدي قبّعة مكسيكيّة كبيرة، ولباس تشارو رائعًا… يحمل معولًا بيده اليمنى، وبندقية باليسرى… ليطمئنّ على قصب السّكر، هل يحلّي كؤوس شاي الأهالي الذين لم يخذلوه. يمضي وصدى الأغنية الشّعبيّة لم تزل تلهب روح المزارعين.

       زاباتا الّذي يتحوّل من مزارع أمّيٍّ بسيط إلى قائد ثورة مسلحة ضد الإقطاع، مُطالبًا بإعادة الأراضي المغتصبة إلى أصحابها، ويدخل في صراعات مريرة، وتحالفات مع قوى ثوريّة أخرى. في هذه الأثناء يتغيّر، ويكتشف أنَّ الحال لم يتغيّر، والأراضي لم تُستعد، فقرر الاستمرار في النضال المسلح (زاباتا) العابر للزمن، ولكنه شنّ حرب عصابات ضاريّة، ليصبح شوكة في خاصرة النّظام الجديد.

      كان أبو علي حاسمًا بشهادته من طائرة (أباتشي) – المُسماة على اسم قبيلة الأباتشي الهنديّة الّتي تمّ إبادتها- خبرة الإبادة القديمة الّتي تنبئ بشكل الموت القادم، عندما اشتعلت الحقول بحثًا عنه، تمَّ العثور على جثة المغدور، ليتم عرضها أمام الجمهور، ليدرك الجميع معنى موت البطل، بمحاولة لقتل رمزيته (زاباتا).

لم يمت(زاباتا) غير أنَّ القرويين لم يقتنعوا بهذا كله، وقالوا: “إنّه إمّا أنْ يتزوّج حلم الفلسطيني الأرض، أو تعود فلسطين إلى أبنائها المعذبين في الأرض”.

       يحدث ذلك الآن، وفيما مضى، وفي كل الأوقات العصيبة، أنْ تتحول الذكرى إلى حالة استدعاء للرموز، والغوص في قراءة الدّلالات، ودراسة للظّواهر والأحداث، خاصة، إنْ كان للحادث أبعاد خطيرة، وآثار جسيمة. حدث شيء من التّخاطر عندما أخذ على حين غفلة، لم تكن المحاولة الأولى، بعد كل نجاة من الموت، يشك بأنَّ العالم لم يعد كافيًا ليتّسع لأحلامه، وأنَّ الأرض قررت أنْ تستعين برجل مثله، قد تجد فيه عونًا للفقراء، وتعرف حب الأرض، وأبناء الأرض.

      يسمع عن أبطال كُثر انزرعوا في الأرض، منهم مَنْ كان يتلقّى الرّصاص من كلّ جانب، لكن حصانه الأبيض انطلق خارجًا وسط أهازيج الفلاحين الّتي أنشدها على مسامعه والده القسامي، عن جنازة القسام، حيث كانوا يهتفون ضد بريطانيا، ويرددون شعرًا لنوح إبراهيم: “عزّ الدّين يا مرحوم…. موتك درس للعموم”. كانت أراضي قريته (عرّابة) للملّاكين الكبار والسلطة دائمًا للعائلة صاحبة النفوذ الأكبر، والأملاك الأكثر، وباقي الناس لهم قطع صغيرة لتعتاش منها، وأحيانًا بالمحاصصة، وبالاستئجار.

      تنهد وقال: “هذا أمر، ومشهد آخر للنّكبة أثّر بي، وما زال في ذاكرتي حتّى الآن، فعندما تركنا المدارس، وخرجنا بمظاهرات في ذلك السن، نطالب بتحرير فلسطين، وسمعنا أنَّ الجيش العراقي يتحرك على خط نابلس- جنين، فقد خرج أبناء جيلي، والتقينا مع الجيش العراقي عند مفرق عرابة – جنين- نابلس. هذا المشهد أثّر فينا كثيرًا. وجنين آنذاك، كادت تسقط في يد قوات الهاغاناه، إلى أنْ أنقذت في اللحظات الأخيرة على يد الجيش العراقي، ويتداخل بها مشهد آخر، المتطوّعون والمجاهدون العرب، وقوات الإنقاذ، وكل مَنْ كان يحمل بندقية، أو يستطيع حمل بندقية، كان يركض باتجاه جنين لخوض المعركة ضد قوات الهاغاناه، لم يكن يقال آنذاك: “قوات جيش الدفاع الإسرائيلي”، كان يقال لها الهاغاناه.

       وأكمل، بينما الزاباتا يأخذ نفسًا عميقًا من غليونه الخشبيّ، ويتأمّل شرحًا يتلوه أبو علي: “هذا المشهد أثّر فيّ وفي أبناء الشعب الفلسطيني؛ الأمر الذي جذبنا كثيرًا للشّعار الّذي شدنا للانتماء بوعي في سن متقدم، بالضبط بعد النكبة بسبع سنوات في عام 1955، شعار الثأر الذي تضمنته نشرة كانت توزع أيامها في عمان، كانت تحمل صورة قبضة يد ترفع بندقية، وطاسة حرب، وتحتها الثأر. كانت ترمز لفلسطين”.

       رأى الأرض بالصوت، والصورة، والجرافة، والجدار، والمستوطنة، والحاجز، والطرق الالتفافية لسارقي الأرض والحياة والوطن. ذكّره بما قال يومها: “لقد قرأت عن الاستيطان كثيرًا، لكنّي لم أكن أتصور أنَّه على هذه الأرض كما رأيته بعينيْ، كل مَنْ يقرأ عن الاستيطان لا يستطيع أنْ يقدّر المشهد الحقيقي الذي هو في غاية الخطورة، ليس فقط على مصير الأرض، ولكن على مصير الشعب الفلسطيني بأسره، وهو مشهد ذو طبيعة استراتيجية في العقل الصهيوني”.

       هزَّ رأسه، وتمتم بصوت جهوري: “كنّا نفكّر بالطّريقة الفيتنامية وسط بيئة جغرافية ليست فيتنامية، لذلك أعرف ثورتكم الفلاحيّة العظيمة، التي تطالب باسترداد الأرض، لكن أرض فلسطين لا تعرف حقول قصب السكر، وغابات الكاكاو المكسيكية. أما السجون متشابهة، كالسجن الذي دخلته شابًا، وحاولت أنْ أحفر نفقًا للهروب، وعرفت طرق الاختفاء حين عدت متسلّلًا إلى الأرض المحتلة في بواكير العمل المسلح، وعرفت القتال في أحراش جرش، وعجلون، وجنوب لبنان. من الكفاح المسلح إلى الانتفاضة الثّانية كانت روح المقاتل تتشكل في غمار المعارك بين قواعد، وأغوار، ووديان، ومخيمات، وحملتنا الأهازيج الثّوريّة الّتي كانت تقول: “يا شبل الثّورة قد الدَّبابة… من نهر الأردن حتّى عرَّابة”.

        وظلّت الفكرة تغلي في كل صدور الّذين يرون الاحتلال بأمِّ أعينهم، يدخل في مسامهم، ويذوقون مرارته وسمومه في كلّ لحظة، والمناعة في سرّ اللّحظة الثّوريّة الّتي تركها أمانة لهم: “عدنا لنقاوم على الثوابت لا نساوم”.

أيُّها الزاباتي، هل تعرف مَنْ أطلق الثورة فعليًّا؟ لا أقصد مَنْ ضغط على الزناد، بل مَنْ مهّد وجهّز وصنع وقودها الرّوحية، وجعلها تتراكم، ثم تختمر لتنفجر. الفلّاح البسيط والمقاتل الشرس ابن بلدة “صوريف” قرب الخليل، إبراهيم أبو دية الذي وصفه غسان كنفاني في (ورقة من الطيرة)، قال: “لم يكن يحارب إلّا وهو واقف على قدميْه، كأنّه يلقي خطابًا، وكنّا كلنا نندفع إلى الأمام، كأننا ذاهبون إلى عرس بطلٍ في الظّلّ، قاتل، وطُورد، وأصيب، واستشهد في الخفاء، وضاع في خضم الاستعراض، والادعاء، والأضواء؛ لقد بدأ صغيرًا مع القائد عبد القادر الحسيني، يأخذ الرسائل عبْر الجبال إلى الرفاق، ثمّ كَبُرَ إبراهيم، وحمل البارودة، ونزل إلى المعركة، وكان عبد القادر يقول: “إنَّ إبراهيم هو أشجع رجل رآه في حياته”. قال عنه يوسف صايغ: “رجل ضئيل الحجم، شجاع جدًّا، ومحبوبٌ جدًّا، ومقاتل شرس جدًّا”.

       سيرته تشي بأنَّه كان بطلاً ذكيًّا جدًّا، وفي سنة النكبه 1948 خاض مع رجاله معركة رمات راحيل. ذات يوم جرح خمس مرّات، هكذا أبو دية يهرب من المستشفى ببجامة نومه ليقود المعارك، عام 1948، هو المدافع عن القطمون، كان إنسانًا أسطوريًّا، فظلّ حاميًا للبلدة إلى 14 أيّار لحين سقوطها، وقد جرح وصادر الإنجليز بندقيّته، ولم يستطع العودة إلى القطمون، وأصيب برصاصات عدّة في عموده الفقريّ في معركة رمات راحيل بقرب القدس ، ونقل إلى المستشفى الفرنسيّ في بيت لحم، ثمّ إلى مستشفى الجامعة الأمريكيّة في بيروت.

        لم يستكن إبراهيم أبو دية لشؤونه الصحية، بل كان يطوف على مخيمات اللاجئين وهو في كرسيه المتحرك مع رفاقه حاثًّا اللاجئين على الصبر، وعلى الاستعداد ليوم التحرير، وكرّس معظم أوقاته للتواصل مع أبناء شعبه في المخيمات اللبنانية.

لو كنت تدري أيُّها الزاباتا، هيبة موته يوم توفي في 6/3/1952. لم يعش إبراهيم أبو دية أكثر من اثنتين وثلاثين سنة، لكن بعدها ولدت أول إرهاصات الثورة بتأسيس حركة القوميين العرب، ودلالة اللحظة تلك كانت يوم كان إبراهيم أبو ديّة يحتضر. كان ثلاثة رجال يقفون إلى جانب سريره يبكونه، وطلب إبراهيم منهم بصوت خفيض أنْ ينشدوا له نشيد ( موطني موطني)، ووقف الشباب الثلاثة (وهم طلاب كلية الطب في الجامعة الأمريكية: أحمد الخطيب، وديع حداد، و جورج حبش ) ينشدون له النشيد، وهم يبكون بينما كان هو يموت.

     أرأيت كيف يموت الأبطال؟ واندلع اللهيب؛ لأنَّ الشهداء قد يعلنون العصيان إذا استمرّ الخطأ.

انتهى التخاطر الثوري هنا، فانحنى الزاباتا بقامته العالية، وقال: “تقديرًا واحترامًا، أرفع لكم قبعتي”

انشر على :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *