مقالات

طوفان الأقصى،نظرة معمقة على خسائر الاحتلال (جردة حساب).

بقلم عدنان الاسمر..

أكثر من ٤٧٠ يومًا مضى على العدوان الصهيوني الهمجي البربري على شعبنا الفلسطيني في القطاع حيث تعرض شعبنا لحرب إبادة جماعية وتطهير عرقي وفرض الحصار وتدمير شامل للمباني ومرافق الخدمات العامة وقتل من الأطفال والنساء من الأبرياء بالإضافة إلى الأسرى والجرحى والمفقودين ما يقرب من ١٧٠ آلف إنسان وهذه المحرقة الصهيونية بهذا الحجم هي الأولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني وهذه الحرب البربرية هي الأطول أيضاً كما أنها الأولى التي لم يتمكن العدو الصهيوني من تحقيق أي من أهدافه السياسية أمام صمود المقاومة بقيادة حركة حماس خلاف إنتصاراته في حروب ١٩٤٨ ، ١٩٥٦ ، ١٩٦٧ ، ١٩٧٣ ، ١٩٨٢ ، وهي الأكثر خسائر لكيان الإحتلال في مستويات الإقتصاد والهجرة المعاكسة والمكانة الدولية وإستهلاك الجيش وخسائر الجيش وأعداد المرضى النفسيين والمنتحرين والقتلى والجرحى وعدم تمكن كيان الإحتلال من إطلاق سراح الأسرى وإعادة مستوطنين غلاف غزة وتدمير البنية العسكرية للمقاومة وتشكيل إدارة محلية للقطاع وتقسيم القطاع وجلب قوات عربية أو أجنبية لبسط السيطرة على القطاع .لقد صمد شعبنا بالرغم من التضحيات الجسام غير المسبوقة وفرض الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلا أن مشاريع الإحتلال سقطت وفشلت فشعبنا فضل العيش في البرد تحت المطر في الخيام ورفض التهجير ومغادرة الشمال كما فشل المخطط الأمريكي الصهيوني في إنشاء مستوطنات في الشمال والسيطرة على المعابر و الإحتفاظ بمناطق عسكرية على ارض القطاع . لقد إكتسبت حركة حماس المقاومة الباسلة شرعية تمثيل شعبنا أمام هيئة الأمم وجميع دول العام والدول العربية وأظهرت كفاءة خارقة ونادرة في التفاوض بحكم أن التفاوض هو الإستخدام الدبلوماسي للقوة فقد حققت مكاسب لشعبنا في مجالات فتح المعابر وإدخال المساعدات الإغاثية والإيوائية وإعادة الإعمار وإعادة الإعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر وطنية وأحيت حركة التضامن العالمي مع قضية شعبنا وكسبت ثقة كافة المنظمات الدولية كمان أنها كسبت دعم وتأيد والتفاف شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وخاصة في القطاع ولم تنجح المحاولات الأميركية الصهيونية في عزل الجماهير عن حركة حماس في القطاع أو رسم صورة مشوهة إرهابية لها أمام الرأي العام العالمي بل ظهرت الصورة الوحشية الهمجية لكيان الإحتلال وداعمي في الولايات المتحدة وحلف الناتو وأطراف الطواطئ والتخاذل والتآمر الذين وقفوا متفرجين على تقطيع أوصال الأطفال والنساء وجرايان شلال دماء أهل فلسطين . صحيح أن الثمن باهظ والخسائر كبيرة جدًا وسوف نحتاج إلى ما يقرب من ٨٠ عامًا لتعويض ما دمر وما فقدناه إلا أن هذا ليس نتاج طوفان الأقصى وإنما نتاج العقيدة الصهيونية التوراتية المجرمة التي تبيح إبادة الأغيار وحرق بيوتهم وقتل أطفالهم ومواشيهم وتؤمن بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي وهذا ما مارسه كيان الإحتلال عبر تاريخه بحق مصر وسوريا ولبنان والعراق واليمن وما يمارسه اليوم في الضفة الغربية ، فالمجد لشعبنا العظيم الذي كتب ملحمة المقاومة الأسطورية والمجد للشهداء وقادة المقاومة الأبطال والشفاء للجرحى والحرية للاسرى والمجد والفخر والاعتزاز بكوادر الخدمات العامة من الدفاع المدني والصحة والإغاثة والصحفيين والإعلاميين في كل الميادين .

انشر على :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *