السلايد شو مقالات

(هل سيشهد ديسمبر نهاية عام دموية عالجميع)


بقلم عمر النادي

يبدو ان شهريّ نوفمبر وديسمبر لن يكون كغيرهما من الاشهر ،فعلى ما يبدو ان هناك مؤشرات واضحة ستقود للدم تلوح في الأفق، امس خرجت انجيليناميركل عن صمتها منذ نهاية حكمها لألمانيا لتتحدث وبشكل مفاجىء في مناسبة وطنية عن انه من الواجب حمل تهديدات الرئيس الروسي على محمل الجد،،وقالت بانها تعرف الرجل جيداً واكدت بانه جدي جداً في القضايا التي تخص بلده وأمنها، وان على الاوروبيين والاميركان ان يأخذوا تهديداته على محمل الجد .
ورغم ان البعض اعتبر تصريحات المستشارة السابقة لألمانيا دعاية مجانية تصب في مصلحة الروس الا أن هذه الاعتبارات ذهبت ادراج الرياح بعد ان قام وزير خارجية اميركا الاسبق هنري كيسنجر بالتصريح بأن الخاسر الوحيد في هذه الحرب هي اميركا وحلفاؤها،وان روسيا لن تخسر شيئاً.
وتصريحات مبركل وقبلها كيسنجر اثارت حفيظة الساسه في الناتو وعند الاميركان ،وكأن لسان حالهم يقول لها (ليس هذا هو الوقت المناسب لهذه التصريحات).
مفاجئة ظهور ميركل ،يوعز الى خطورة الموقف الذي وصل اليه الحال في بلدها والعالم حيال ما يجري ما بين روسيا واميركا والناتو والتهديد والوعيد الذي يتسابق اليه الطرفين ، والخوف من وصول الاطراف المتنازعة الى قرار استخدام النووي الامر الذي سيقود العالم الى دمار كارثي.
ميركل وعلى ما يبدو ليست راضية عن الأداء الاوروبي والاميركي تجاه الحرب في اوكرانيا، وتعي تماماً اخطار نشوب الحرب على بلدها الذي بات اول دولة تظهر عليه تبعات الحرب الاوكرانية ، واول بلد تأثر اقتصاده بشكل كبير نتيجة العقوبات وانعكاس مخاطرها على الشعب والحكومة، والساسه فيها بزعامة المستشار أولاف شولتز يعيشون اسوأ اوقاتهم من جراء تدهور الاحوال الاقتصادية والسياسية والعسكرية ايضاً في المنطقة ،إضافة الى قلّة حيلتهم في التأثير على القرار الناتوي والاميركي .
وعلى الرغم ايضاً من أن المانيا قدمت دعماً غير مسبوق لأوكرانيا إلا أنها غير متفائلة بان هذا الدعم قد يحدث فرقاً على الواقع المؤلم الذي يرونه يزداد يوماً بعد يوم ولصالح عدو المانيا التاريخي .
روسيا قالت كلمتها ،وعلى الناتو واميركا تقدير الأمر جيداً ،فالخطى نحو حرب عالمية لن تبقي ولا تذر سريعة والانفاس متلاحقة، والجبهات ساخنة جداً، والمراهنة على صغار الساسه في اوكرانيا وبروكسيل سيزيد من احتمالات الحرب،
لذا جائت ميركل ومن قبلها كيسنجر ليحذروا من القادم المرعب.
الطريق للحرب ممهدة جداً، ومع هذا فان هناك فرصة كبيرة لاحتواء الحرب من قبل العقلاء الذين يقدرون الأمر،ليقبلون ببعض الخسائر ومن باب نصف العمى وليس العمى كله . ومن ثم يعيدون ترتيب حساباتهم ومواقفهم من مراكز القوى الجديدة واعتبارها أمراً واقعاً هذا إن كانوا يحسنون قراءة القادم بعقلانية وواقعية. وإلا فان نوفمبر والشهر الذي يليه سيكونان رغم صقيع ايامهما شهران من جحيم !

انشر على :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *