كتب عمر النادي..
اسراء غريب ..هذه الفتاة اليانعه كيناع الورد ذهبت هكذا ودون ادنى رحمة وعلى يد من يجب ان يحميها ويوفر لها العيش الكريم , قتلت بدم بارد ولاسباب يندى لها جبين الشرف والاخلاق ..اسراء ضحية اهل لا يفقهون امر دينهم ولا حياتهم ولا حتى شرفهم الذين ظنّوا انهم غسلوه لان ابنتهم دنسته .شرفهم الذي لا شكل له ولا لون ولا رائحة .اسراء ذهبت وهي المحظوظة حيث رسم لها القدر ان تنجو من عيش طويل من ذئاب تحت سقف واحد فاخذها الى حيث تستحق .
جرائم الشرف في المجتمع العربي والاسلامي كلها تمت على يد من يفتقد الشرف .وعلى يد من ظن ان الله وكله في اقامة حكمة في الارض ,اسراء غريب حتماً ليست اول الضحايا ولا آخرهم ما دام هناك من يسن سكينه باسم الدين والشرف المزعوم الوهمي ويذبح ويزهق ارواحاً لا يملكها ولم يؤمر بذبحها .
اسراء ضحية مجتمع كامل وليس اسرتها فحسب ,وضحية دين فُهم على مقاس فحولة الذكر , وضحية قوانين مجحفة راعت عادات الجاهلية ولم تراعي الانسانية ,وضحية ذكورة لا علاقة لها بالرجولة مطلقاً, ففي كل الاعراف البشرية كان الرجل ظلٌّ وحامي للمرأه وليس قاتلها ومالكها .
وبما أن اسراء لن تكون آخر الضحايا كما انها ليست أولهم وجب الآن وضع قوانين من قبل الدول التي يترعرع فيها الفكر المجرم ويتباهى فيها من هم بلا شرف بالشرف تكف يدهم عن الابرياء وان تلجمهم بما يضمن حياة وحرية المرأة التي هي أمنا وأختنا وحبيبتنا وبنتنا.
المطلوب ايضاً بعد هذه القوانين ان تعمد المؤسسات التي تعنى بالمجتمع والاسرة الى القيام بحملات توعيه عبر كل المتاح من وسائل الاعلام وكذلك عمل برامج دورية ولقاءات واستضافة متخصصون بهذا الشأن سواء من رجال الدين المتنورين أو من علماء الاجتماع من أجل ان تكون حملة عامة شاملة لتوعية الذكور المهيئين لارتكاب جرائم وهم كثر بالمناسبة في هذا المجتمع العربي المسلم لتوضيح معنى الشرف الاصيل والحقيقي لهم وتوعيتهم ايضا اتجاه دورهم الذي من المفترض ان يقوموا به اتجاه المرأة من حماية وعيش كريم لا ذليل ولا مستعبد, ولعل وعسى؟
