:
يتفائل بعضنا بأن العدوان الإسرائيلي على الدوحة قد يدفع نحو وقف الإبادة في غزة، ويستندون في اعتقادهم على حجم التنديد الدولي، والخلاف المزعوم بين نتنياهو وترامب راعي الفاشية الصهيونية.
المتابع لتصريحات قادة الكيان الفاشي يلحظ بوضوح مستوى صلف هذا الكيان، الذي عبّر عنه المندوب الإسرائيلي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما سبقه من تهديد واضح خالي من أيّ غموض أطلقه نتنياهو لكل العرب، مفاده أن إسرائيل ستكرر عدوانها على أي مكان يتواجد فيه قيادات حمساوية. متوعدا أيضاً بإزالة ما وصفه أي تهديد لإسرائيل، وهذا يشمل غير حـماس.
وقد أعاد هذا المجرم انتاج مواقف إستراتيجية مثل ” إسرائيل الكبرى” و”يد إسرائيل الطولى” وغيرها من تهديدات حقيقية تمس منطقة الشرق الأوسط.
القادة العرب، رغم سخونة مواقفهم التي سجلوها منذ بدء الإبادة في غزة، خطواتهم ثابتة في مكانها، رهان على استقرار وسلام وهميين مع إسرائيل التوسعية، التي يقودها عصابة فاشية هي الأخطر على الإطلاق في المنطقة والعالم، وتفصح عن ذلك صراحة وفعلاً.
لقد اختبر نتنياهو العرب، وفهم أن الشجب والإدانة والحراك الدبلوماسي هو أقصى ما يمكن أن يقوم النظام الرسمي، حيث اتفاقيات السلام والتطبيع لم يمسها تغيير، والعلاقات الاقتصادية السرية والعلنية مستمرة، والتسليح والجيوش لا تهدد وجود تل أبيب، ولا تحمي الأمن القومي العربي المهدد إسرائيلياً.
قمم تتبعها قمم، دون درع حامي للسلام والحدود والشعوب، ولا قوّة تردع أيّ عدوان، ولا فعل حقيقي يؤثّر على مصالح واشنطن وتل أبيب في المنطقة، فوق ذلك، يبشّر ترامب بعلاقات تطبيع جديدة مع مجرمي الحرب، ويحصد ترليونات الدولارات من دول الخليج، ويفتح بسخاء أمام حكومة الاحتلال بوابة التسليح الذي يهدد العرب من الناحية الاستراتيجية قبل غيرهم من بلدان.
مع التهديدات الحقيقية التي تطلقها إسرائيل وتستهدف محيطها كاملاً، اذا لم يتخذ القادة العرب موقفاً غير مألوفاً، يشعر معه نتنياهو وترامب بخطورة أفعالهما، ويجبرهما على تغيير ما يضمرانه للمنطقة من شرور، ستكون القمة المقبلة في الدوحة كسائر القمم، تسعد اعداؤنا بمخرجاتها.




